--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة :
خط الإنسان جزء لا يتجزأ من شخصيته وكيانه البشري انصهرت في حروفه وحركاته وسكناته كل مقوماته النفسية والجسدية، واتسمت بطابعه الذي غلب عليه من بدء ميلاده حتى وفاته!
النشأة والتطور :
لقد ظهرت ملامح الاهتمامات بالخط اليدوي مع بدايات علم الجرافولوجي قبل عدة آلاف من السنينفي الصين، ثم انتقلت إلى أوروبا عبر اليونان الإغريق في أثينا.
أما بداياته العملية الحديثة فقد كانت في القرن السابع عشر على يد الدكتور الإيطالي «كاميلو بالدو Camilio Balde» عام 1622م، الذي يعد من أوائل من كتبوا بوضوح عن تحليل الشخصية من خلال الخط اليدوي، ثم قام الألمان بالمنافسة على هذا العلم في القرن الثامن عشرعلى يد الدكتور «.D.r.LudwingKlages» بإنشاء «الجمعية الألمانية للجرافولوجي»، حيث تطرق في مؤلفاته بدراسة الخط من ناحية: الحركة، السرعة، المسافات بين الحروف، والضغط على الورق.
وفي القرن التاسع عشر أصبحت فرنسا من الدول الرائدة في هذا المجال بفضل جهود أهم علمائهم :«Abbe Flandrin»وتلاميذه «Alfred Binte» و«J.C.Janiln» الذي كان له الفضل في إطلاق كلمة «graphology» على هذا العلم.
يعد «Louise Rice» مؤسس «جمعية الجرافولوجي الأمريكية» عام 1927م.
الأسس العلمية:
يعد تحليل الخط اليدوي «Handwriting Analysis» المصطلح التكنيكي لعلم الجرافولوجي- «Graphology» ذي الأصول والأسس العلمية الهادفة إلى تقييم وتحديد شخصية وهوية الإنسان من خلال خبطات وضربات القلم، والتصميم الشكلي، والأسلوب النمطي للكتابة، والجدير بالذكر أن علم الجرافولوجي يظهر ويفسر أدق وأصغر «النبضات الكهربائية للألياف العصبية المتدفقة من الدماغ إلى أصابع اليد كالأفكار، و الحركات والمشاعر، لكون العقل الباطن يملي على الشخص الطريقة التي يكتب بها، حيث تظهر تلك الكتابة الأوجه المختلفة والعديدة له.
ولذا يعتبر الخط اليدوي قراءة للجهاز العصبي وللمخ أيضًا. بالإضافة إلى أنه قراءة للجهاز الحركي على الورق ويمكن اعتبار الخط جزأين متكاملين: الجزء المتغير يعبر عن الانفعال، والجزء الثابت يعبر عن الشخصية. علمًا بأن الخط يتأثر بالمرحلة العمرية وبالأمراض العضوية. كما عدّه بعض خبراء الخطوط «بصمة العقل» لأنه كالأشعة الحمراء يظهر كيف نفكر، نشعر، نتصرف.
وكبصمة الأصابع لايمكن أن يتطابق الخط لدى الأشخاص المختلفين، لذا فإنه يعبر عن الشخصية الفردية والمختلفة بيئيًا ووراثيًا، والتي تختلف من شخص إلى آخر.
وعلم الجرافولوجي علم معترف به في كثير من الدول المتقدمة، ويدرس في المعاهد العلمية وأعرق الجامعات والكليات المتقدمة ضمن أقسام علم النفس، وعلوم الجريمة.
ويمارس هذا العلم في إسرائيل ودول أوروبا كبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا بدرجة عالية من التطور والتقدم. بالإضافة إلى أمريكا الشمالية ،حيث تستفيد منه الهيئات والمؤسسة التي تهتم بهذه العلوم في العلوم السياسية والمباحثات في وزارة الخارجية والعلاقات الدولية .
انتبه !!
·الجرافولوجي لا يكشف الغيب، فالغيب لله وحده، فلا تقل شيئا لا يسرك يوم القيامة أن تراه.
·الجرافولوجي يكشف الكثير من سلوكيات الآخرين، فلا تستخدمه إلا فيما يرضي رب العالمين.
·الجرافولوجي فن وعلم غير قابل للتخمين، فارجع دائما للقواعد والأصول من مصادرها ولا تُخمِّن في التحليل.
·الجرافولوجي بابك للتعرف على نفسك والآخرين، فلا تُصيِّره نقمة عليك !!.
حقائق ومعلومات:
·الكثير من المحاكم الدولية تستخدم محللي الخط للكشف عن هويات بعض المجرمين.
·المئات من الشركات حول العالم تستخدم علم تحليل الشخصية في توظيف الموظفين.
·يدرس هذا العلم في الكثير من جامعات العالم كقسم من أقسام علم النفس.
·باستطاعة محلل الشخصية البارع أن يكشف وجود بعض الأمراض العضوية أو النفسية من الخط.
·تبلغ دقة هذا العلم 95% غالبا ما ينطبق التحليل بنسبة 100% لأننا نتكلم عن مخ بشري ولكن قدرة خبير الخطوط تختلف من شخص لآخر .
أين يستخدم علم الجرافولوجي؟
هناك مجالات برزت فيها الجرافولوجي ومنها:-
·اكتشاف الجرائم والمجرمين :مثل الإرهابي العالمي ماركوس مع وزراء النفط العرب في الطائرة المخطوفة.
·اختيار الزوجة المناسبة: بالاطلاع على الصفات والطبائع المطلوبة من الخط.
·للصفقات التجارية: بالاطلاع على خط التاجر الذي أمامك تستطيع أن تتعامل معه.
·التوظيف: تستعمله 79%من شركات بريطانيا و80%من شركات فرنسا و85%من شركات ألمانيا.
·الطب الوقائي:لأنه يكشف العديد من الأمراض مثل القولون وأمراض القلب والرئتين والسرطان وغيرها.
·خدمة العملاء:مراعاة طريقة المقابل في فهم الأمور وتبسيط عملية الاتصال مع الآخرين.
فهم الذات وفهم الآخرين :
يمكن علم الجرافولوجي الإنسان من فهم ذاته، والاطلاع على مكامن القوة والضعف في شخصيته، وأهم المهارات الشخصية التي يمتلكها وكيفية تطويرها من خلال تحسين الإنسان لخطه في اتجاهات معينة، وهي قدرات فنية في إعادة هيكلة الخط ليؤدي في النهاية إلى انعكاس على شخصية القائم بالكتابة فيما يعرف بإعادة اتزان فصي الدماغ للإنسان من خلال الخط.
بالإضافة إلى أنه يساعد على فهم الآخرين المهمين في حياتنا في سبيل تكوين علاقات إيجابية معهم أساسها مبني على الصدق والوضوح والتفاهم.في التعليم .
الجرافولوجي في التعليم :
تكمن قيمة علم الجرافولوجي للعاملين في قطاع التعليم، في أنه يتخطى الحدود في النتائج أكثر من أي امتحان أو تقييم آخر، حيث يمكن معرفة أنماط وأنواع تفكير التلاميذ، ومستوى ذكائهم كما بينها «Baggett،2002: Hays»،على النحو التالي :
التفكير التراكمي. - التفكير البحثي- التحليلي. - التفكير الاستكـــشافي.
- التفكير الإدراكي الفطن. - التفكير المتكيف. - التفكير السطحي.- التفكير الإجمالي الشامل.
إضافة إلى أنه يمكن من خلال علم الجرافولوجي إظهار بعض الصعوبات التعليمية التي يعاني منها الطلاب مثل: عسر القراءة (Dyslexia)،والاضطرابات النفسية والفكرية التي قد لا تظهر بشكل آخر، والنبوغ المبكر، والموهبة والمهارات.
وكثيرًا مما قد يكون خافيًا على الشخص نفسه أو المحيطين فيه، حيث يطبقه الإنجليز بكثرة على مستوى المدارس الابتدائية والإعدادية، حين يكون الطالب موهوبًا ولا يعلم أن عنده موهبة.
لي عودة